دمشق.net

القائمة
مقال مميز

الجامع الأموي اليوم: تاريخ، جهود ترميم وآداب الزيارة

Low angle shot of the Umayyad Mosque's ancient minaret in Damascus under a clear blue sky.

مقدمة موجزة: لماذا يهمّ الجامع الأموي اليوم؟

الجامع الأموي في دمشق ليس مجرّد مبنى ديني، بل موقع تاريخي مركزي تحوّلت حوله قرون من الذاكرة الدينية والثقافية؛ بنيّت قاعدته الحالية في أوائل القرن الثامن الميلادي ويشتهر بزخارفه الرخامية والفسيفسائية الذهبية التي جعلته معلماً فنياً ومعمارياً بارزاً في العالم الإسلامي.

في هذه المقالة نُلخّص تاريخ الموقع بإيجاز، نعرض ما نعرفه عن جهود الحفظ والترميم الحديثة بعد تضرّر أجزاء من الحرم خلال العقد الماضي، ونقدّم إرشادات آداب الزيارة العملية للزوار اليوم.

نبذة تاريخية واختزالٌ للمعالم المعمارية

يقع الجامع على موقع ذي قداسة متتابعة: معبد آرامي، معبد روماني ليوبوليس ثم كنيسة بيزنطية ثم تحول إلى مسجد أموي في عهد الخليفة الوليد بن عبد الملك (705–715م). تعكس الواجهة والباحة والأروقة مزيجاً من العناصر البيزنطية والإسلامية، وأبرز ما تبقى من الزخارف الأموية هو مجموعة الفسيفساء الذهبية على الواجهة والغِرْبِيَّة المعروفة باسم لوحة "البرادة".

الجامع يضم أيضاً أجزاءً أثرية ومقامات متعددة (من بينها ضريح يوحنا المعمدان بحسب التقليد) وثلاث مآذِن ذات طبعات زمنية مختلفة؛ كلُّ منها يسهم في قصته المعمارية والروحية ويجعل الموقع محورياً لزوار دمشق والباحثين.

جهود الحفظ والترميم الحديثة: ماذا جرى ومازال جارياً؟

تعرضت أجزاء من المدينة القديمة وبناء الجامع لأضرار متفرقة خلال سنوات النزاع في سوريا؛ فيما وثقت اليونسكو ومنظمات التراث تدخلات طوارئ وتقييمات لحالة الموقع، وقد أبلغت تقارير رسمية عن إصابات بسقف الجامع وأضرار محدودة في واجهاته وضرورة التدخل للحماية المؤقتة والترميم العلمي.

من إجراءات الحفظ المهمة التي ذُكرت رسمياً: أعمال توثيق رقمي وأرشفة (مشروع "أنْقَـا" / CyArk بالتعاون مع جهات محلية)، واستعادة أجزاء فسيفسائية أُعيدت معالجتها من قبل هيئة الآثار السورية (DGAM) عندما أمكن ذلك. ويؤكد بحث أكاديمي حديث أن إعادة الإعمار في سوريا (بما في ذلك مشاريع مرئية في المواقع التاريخية) تخضع أيضاً لخطابٍ سياسي ودعائي من الدولة أثناء مرحلة التعافي، وهو ما يؤثر على أولويات التمويل والاتصال العام.

خلاصة عملية: الحماية المستدامة للمسجد تتطلب توثيقاً علمياً، تدابير طوارئ لمنع الحريق، وإشراف ترميمي وفق معايير دولية — وهي توصيات وردت في تقارير اليونسكو ومهمات التقييم.

آداب الزيارة ونصائح عملية للزوار

الجامع الأموي هو مساحة عبادة نشطة؛ لذلك يُنصح الزائر بالالتزام بقواعد السلوك العامة المتبعة عند زيارة أي مسجد: ارتداء ملابس محتشمة (تغطية الأكتاف والركبتين، ويفضل أن تحمل النساء منديل رأس), خلع الأحذية قبل دخول المصلى إن طُلب ذلك، والتزام الهدوء وعدم مقاطعة المصلين. كما يُنصح بتجنب الزيارة أثناء أوقات الصلاة الكبرى (لاسيما صلاة الجمعة) إذا كانت نيتك مشاهدة المعالم بهدوء.

بالنسبة للتصوير: التصوير المعماري عموماً مقبول في الباحات والأروقة، لكن تجنّب تصوير المصلين أو تصوير النساء دون إذن صريح. احترم توجيهات موظفي الموقع أو المرشدين المحليين. إذا رغبت في دخول مناطق محدّدة أو الاطلاع على أجزاء أثرية داخل الحرم، فاطرح سؤالك على الحراس أو المرشدين الرسميين قبل التصوير أو الدخول.

نصائح عملية مختصرة: ارتدِ حذاءً سهلاً للخلع، احمل معيّاً للاستحمام بالماء (لأغراض الوضوء إن رغبت بالمشاركة في الصلاة)، وزر الموقع صباحاً أو في وقت ما بعد الظهر لتفادي الازدحام.

خاتمة: كيف ترى المستقبل القريب للموقع؟

الجامع الأموي باقٍ كمحمولٍ رمزي وثقافي وعلى الرغم من الأضرار الجزئية التي لحقت به خلال العقد الماضي، فإن السرد الحالي للحفظ والترميم يجمع بين جهود محلية وتوصيات خبراء دوليين للتوثيق والحماية المؤقتة وإعادة التأهيل العلمية. إحياء الزيارة الآمنة والمسؤولة ــ مع احترام السياق الديني والمحافظة على الأصول الأثرية ــ هو طريق عملي للحفاظ على هذا الإرث للأجيال القادمة.

إذا رغبت، أستطيع تزويدك بقائمة مصادر ومراجع قابلة للتحميل (تقارير اليونسكو، دراسات توثيقية وصور قبل/بعد) أو بمخطط زيارة ساعية من باب البدء إلى داخل الحرم مع أوقات مقترحة للتصوير.

شارك المقال: