حماية القطع الأثرية: ما يحتاج الزائر إلى معرفته بعد حوادث المتاحف الأخيرة
مقدمة: لماذا يهمنا التصرف الصحيح داخل المتحف
شهدت المتاحف حول العالم في السنوات القليلة الماضية حوادث متنوعة — من سرقات مموهة إلى أفعال غير مقصودة تسبّب تلفاً لقطع أثرية هامة. هذه الأحداث تذكّرنا أن الاحترام، الوعي، والالتزام بقواعد الزيارة ليست أموراً شكلية بل هي حماية مباشرة للتراث الثقافي. في هذا الدليل المهني نعرض موجزاً للحوادث الحديثة، نصائح سلوكية عملية للزوار، وما الذي تتوقعه من إدارة المتحف بعد وقوع حادث.
ماذا حدث مؤخرًا؟ أمثلة موجزة على حوادث بارزة
- سرقة بأدوات متفجرة في هولندا (Drents Museum) — تعرض متحف في مدينة أسن لعملية اقتحام وسرقة عناصر أثرية ذهبية من معرض مستعار، الأمر الذي أدى إلى إغلاق مؤقت وتحقيقات أمنية واسعة.
- تلف تماثيل في إقليم شيان (جيش الطين) — دخل زائر منطقة محمية داخل مخزن عرض وتسبب في إتلاف تماثيل تراثية (حالة صنفتها السلطات وكانت قيد التحقيق)، مما يبين خطورة اختراق الحواجز الأمنية.
- أعمال بسيطة لكنها مكلفة في إيطاليا (الأوفيزي) — أبلغت وسائل إعلام عن حالة تضرر لوحة قديمة نتيجة محاولة سائح التقاط «مِيم/سيلفي» أدت إلى تمزق زاوية من القماش، ما دفع المؤسسة إلى تشديد قواعد السلوك.
- سقوط إناء أثري عرضي — تحطيم إناء بسنوات آلاف داخل متحف أثناء زيارة عائلية أظهر أيضاً خطر عرض القطع دون حماية زجاجية في بعض المعروضات.
هذه الحوادث توضح طيف المخاطر — من السرقات المنظمة إلى الحوادث البسيطة الناجمة عن إهمال أو سلوك غير مقصود — وكل نوع يتطلب استجابة ووقاية مختلفة.
نصائح عملية للزوار: كيف تساهم في حماية التراث أثناء زيارتك
- احترم الحواجز والإشارات: لا تتخطى حبال الحماية أو المناطق المحددة، فالحواجز ليست للزينة.
- لا تلمس القطع أبداً: حتى إذا بدا السطح متيناً، فالمس اليد الواحدة يمكن أن يلحق أضراراً بالأسطح الحساسة. استخدم لغة الجسد للتقريب في الصور بدلاً من اللمس.
- أشرف على الأطفال: أبقِ الأطفال بالقرب منك وتحقق من سلوكهم عند المعروضات الحساسة.
- التقط الصور بعقلانية: التزم بتعليمات التصوير (بدون فلاش إن طُلب ذلك) ولا تروج لحيل قد تعرض القطع للخطر.
- لا تروج للمخاطر على مواقع التواصل: منصات المشاركة أحياناً تشجع مخاطرات بصرية (مثل تقليد وضعيات اللوحات) التي قد تسبب حوادث.
- إذا سببت ضرراً بطريق الخطأ: توقف فوراً، أبلغ موظف الاستقبال أو الحراسة وادخل في تعاون هادئ؛ هذا التصرف يقلل من تبعات قانونية ويُسرّع حماية القطعة.
- احترس من الحقائب والملابس الطويلة: حافظ على مسافة بين أغراضك والقطع (أطواق، شنط، أو أزرار خارجية قد تمزق أو تخدش).
باتباع هذه الإجراءات البسيطة تُقلّل احتمالات حدوث أضرار وتُساعد المتاحف على أداء رسالتها لحماية التاريخ للأجيال المقبلة.
كيف تتعامل المتاحف مع الحوادث وما الذي قد يتغير في تجربة الزائر
بعد الحوادث، تزداد إجراءات المؤسسات ثقافة الأمان: تركيب حواجز إضافية، تركيب أنظمة إنذار وكاميرات محسّنة، مراجعة سياسات الإشراف على المعارض المؤقتة، وتكثيف تدريب الحراس. بعض المتاحف قد تُغلق قاعة مؤقتاً للصيانة أو الترميم، أو تُعيد ترتيب المعروضات لتقليل المخاطر على الأعمال الأكثر هشاشة.
أيضاً، قد تزداد متطلبات الدخول (فحوصات الحقائب، قيود على حجم الأمتعة، أو مواعيد زيارة منظمة) كجزء من محاولات إدارة الحشود وتقليل فرص الحوادث أو السرقات. وضمن الجانب الإيجابي، يزداد التعاون بين المتاحف وخبراء الترميم لعرض عمليات الإصلاح والتوثيق بشفافية عند الإمكان — ما يمنح الجمهور فهماً أفضل لعملية الحفاظ على التراث.
خلاصة
الزائر الواعي هو أول خط دفاع ضد تلف التراث. علمك بالقواعد، احترامك للمساحات المعروضة، وسلوكك الهادئ أثناء التصوير أو الاقتراب من الأعمال الفنية، جميعها إجراءات بسيطة لكن أثرها كبير. إذا رأيت سلوكاً خطراً أثناء الزيارة، أبلغ موظفي المتحف فوراً — حفاظك اليوم يمكن أن يحفظ قطعة لأجيال قادمة.